بعد تحقيق نتائج جد ايجابية في محصول القمح، حيث بلغت كمية الانتاج 4 آلاف طن بما يعادل 60 قنطارا في الهكتار، في أول تجربة تقوم بها الشركة التركية بصحراء الجزائر وبالضبط بحاسي مسعود، بالاعتماد على الطرق الحديثة للزراعة عن طريق الرش المحوري، كما مكّنت التجارب الاولى لمحاصيل اخرى تتعلق بانتاج الاعلاف من إنتاج أعلاف طبيعية لرفع إنتاج الحليب وتقليص فاتورة الاستيراد.
أثبتت بعض النتائج لدى مربي الابقار ارتفاع عدد لترات الحليب ما بين 25 و45 لترا يوميا للبقرة الواحدة، نظرا لاحتواء هذه الاعلاف الطبيعية على ما نسبته 26 بالمئة من السكر، وهو ما يمنح الطاقة للبقرة.
تنوّعت طرق الزراعة الحديثة وأصبحت الصحراء الجزائرية أحد أهم الأماكن لتجسيد هذه المشاريع بعدما حققت بعض الولايات نتائج مبهرة في محاصيل متعددة مثل الخضروات وبعض الفواكه مثل واد سوف، غرداية وبسكرة.
لكن هذه المرة دخلت منطقة حاسي مسعود مجال الانتاج الفلاحي عن طريق شراكة بين الاتراك والجزائر، والتي تهدف الى التخلص او التقليص من الاستيراد للمنتجات الفلاحية حسب ما صرح به السيد مصطفى اكارجا مسؤول الفرع الفلاحي لشركة «أطلس فارم»، التي استثمرت في مساحة قدرت بـ 10 آلاف هكتار، تم استغلال في مرحلة اولى ألف هكتار منها لانتاج القمح والشعير، حيث حقق نتائج مشجعة قدرت بـ 60 قنطارا في الهكتار الواحد.
وقد بلغ إتاجهم 4 آلاف طن في اول محصول من مادة القمح بينما في مرحلة ثانية تم تنويع الانتاج الفلاحي، بزراعة منتجات اخرى مثل الشمندر والصوجا والقطن، حيث تم تجربة 27 نوعا من الشمندر حققت منها 04 نتائج ايجاية وأثبتت تأقلمها مع طبيعة المناخ الصحراوي.
وشرع في إنتاجه على مساحة قدّرت بـ 850 هكتار مسقية عن طريق الرش المحوري، والتي تم تحويلها الى اعلاف طبيعية 100 بالمئة، حيث قدمت كأعلاف للابقار أين اعطت مردودا كبيرا في كميات الحليب المنتجة، وتتراوح ما بين 25 الى 45 لترا في بعض الحالات والانواع من الابقار بسبب قيمته الغذائية، حيث يحتوي على نسبة 26 بالمئة من السكريات، حسب ما أكده العديد من المهندسين في المجال الفلاحي والمهندس الفلاحي رحامنية مدير المصالح الفلاحية بوهران، وهذا النوع من الاعلاف هو البديل الفعال والمجدي للرفع من القدرة الانتاجية للحليب، وستمكن من رفع انتاج الحليب وزيادة عدد الابقار وتقليص الاستيراد، فوهران كعينة تنتج حوالي 12 مليون لتر سنويا، وهي الكمية المرشحة للارتفاع بعد النتائج الجيدة للأعلاف الطبيعية او الاعلاف الخضراء التي رفعت كمية الحليب في بعض التجارب الى 45 لترا في اليوم للبقرة الواحدة.
وهي التجربة التي يقول عنها أحد مربي الابقار السيد عبد الحميد إنها تساعدهم في الرفع من انتاج الحليب وتحافظ على صحة الابقار لما فيها من طاقة تمكن الابقار من الحفاظ على قدرتها في انتاج كميات كبيرة من الحليب يوميا، وتشجع على الاستثمار في تربية الابقار وزيادة أعدادها بينما الفلاحون استبشروا بالنتائج الجيدة لهذه الاعلاف التي تقدم نوعية وكمية أضعاف ما كانت تقدمه الاعلاف المركزة «الكونسونطري»، التي لا يتجاوز انتاج البقرة من خلال تناولها 15 لترا يوميا عكس ما تحققه الأعلاف الخضراء، بينما تبقى التجربة تنتظر التعميم وإقبال المربيين عليها خاصة لما يتم ضبط الاسعار بصفة نهائية.
وقد جمع لقاء بين المربّين وممثلين عن قطاع الفلاحة والمستثمريين لتباحث مستقبل هذه المنتجات و اسعارها وطريقة تسويقها.
وأثبتت الصحراء الجزائرية مرة أخرى تنوع مصادر الخيرات بها فوق ارضها وفي جوفها بين الذهب الاسود الذي في باطنها والذهب الاخضر الذي يكسو سطحها، والذي اعطى نتائج مبهرة في جميع المحاصيل الزراعية.